بسم الله الرحمن الرحيم




سلسلة الاعتداء على هذه الأمة لن تنتهي إلا بعودة الخلافة

في سلسلة منتظمة الحلقات في الاعتداء على هذه الأمة وامتهان كرمتها والاستخفاف بدمائها يقتل أختان مسلمتان يحملان جنسية أردنية, وشاب آخر مسلم من أصول سورية, ولكن المهم في الأول والأخير أنهم مسلمون يقتلون بدم بارد في أمريكا رأس التحالف الذي يدعي مكافحة ومحاربة الإرهاب, وإذ بالإعلام يتعاطى مع الحدث بشكل اعتيادي, ويمر عنها مرور سريعا, ولكن ذلك أمر طبيعي, فهم أعداؤنا, وبرَّروا تلك الجريمة بأنها مسألة فردية وأنه شخص ملحد ومطرب نفسيًا, وجاء الرئيس الأمريكي ووصفها على استحياء بأنها جريمة, وهكذا بالنسبة لهم انتهى الأمر فلا دعاوى لمسيرات, ولا تحالفات ولا تجييش للرأي العام فالذين قتلوا مسلمون.


انتظر الناس يراقبون الرد من الدولة التي تحمل تلك الفتاتان جنسيتها, كيف لا وهي كان النظام بها أول من حمل على عاتقه أن يكون رأس الحربة في الحرب على الإرهاب؟ فانتظر الناس الرد من النظام في الأردن!! أما الرد المزلزل فكان من ذلك النظام على لسان وزير خارجيته بأن طلب التحقيق في ملابسات الحادث!!


ومن ثم بعد طول انتظار, وإذ يخرج علينا رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبد الله النسور يوم السبت ليقول: "إن جريمة قتل المسلمين الثلاثة ببلدة تشابل هيل بأميركا سببها المباشر الإجراميون الذين يقتلون الأبرياء باسم الإسلام". ويحمل المسؤولية للمسلمين, ذلك التصريح الذي كان في منتهى الاستفزاز والجرأة على الإسلام والمسلمين!!


والأدهى والأمر أنه كان ضمن مؤتمر عقده مركز القدس للدراسات السياسية في العاصمة عمّان لمحاربة التطرف والإرهاب!!
عجبًا لأمرك أيها النظام! حتى الدبلوماسية لم تعد تجيدها؟ والكذب على الناس الذي تمتهنه منذ وجودك أصبح واضحًا فاضحًا! ألم يشارك رأس النظام في الأردن في مسيرة حاشدة كان على رأسها ضد الإرهاب بسبب قتل عدد من الصحفيين الحاقدين على الإسلام والمسلمين؟ ألم تحرك طائراتك خدمة لأمريكا والغرب بحجة الثأر للطيار ومحاربة الإرهاب؟ والتساؤلات كثيرة, فأمرك مفضوح أيها النظام فأنت لا يهمك دماء المسلمين ولا حتى دماء (الأردنيين) وإنما تجيد استغلال دمائهم لخدمة مصالح الغرب وأعداء هذه الأمة.


نعم هذه حقيقية النظام الأردني فقد انحاز منذ وجوده إلى معسكر الأعداء وانسلخ عن هذه الأمة. بل وجعل من نفسه أداة طيعة بيد الغرب, وسخر البلاد والعباد لخدمة الغرب الذي أوجده.
نعم إن أمركم مفضوح, ولكن هذه الأحداث وغيرها مما يقع على المسلمين من قتل وتعذيب وحرق لهو الذي يزيد الإصرار على السير في الطريق لإقامة هذا الدين العظيم, وإقامة شرع الله في الأرض في إيجاد الإمام الراعي الإمام الجنة الذي يتقى به ويقاتل من ورائه. عن أَبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».

فعندما كان لنا خلافة تحركت جيوش لأجل امرأة استنصرت إمامها لينجدها, وعندما كان لنا خلافة حفظت للمسلم كرامته وعزته, حتى وهو تحت التراب, ولأجل ذلك أقيم سياج حول قبر أبي أيوب الأنصاري رضي الله من قبل الروم حتى لا ينبش قبره من قبل رعايا دولة الروم خوفا من استفزاز المسلمين, وكان ذلك في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان, حيث وصل خبر إلى خليفة المسلمين أن هنالك مجموعة من الروم يريدون نبش قبر أبي أيوب, فبعث إليهم خليفة المسلمين لئن عبثتم بقبر أبي أيوب لأعبثن بقبوركم في بلاد الشام!!

نعم هكذا كانت كرامة المسلم, حتى وهو تحت التراب, والشواهد على ذلك كثيرة. فإلى ذلك المجد ندعوكم حتى يجد المسلمون من ينتصر لدمائهم, ويحفظ لهم دينهم وأنفسهم وأعراضهم وأموالهم. يقول تعالى: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ).

فخير نظامٍ في الزمان كَرامةً = نظامٌ بحكم الله يبقى على المدى
وشر نظامٍ في الزمان مَهانةً = نظامٌ لحكم الكفر يبقى مُقَلِّـدا

 

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية الاردن

الأستاذ: محمد عمير "أبو المجد"

     
26 من ربيع الثاني 1436
الموافق  2015/02/15م
   
     
http://www.hizb-jordan.org/