بسم الله الرحمن الرحيم




حلقات السلسلة السوداء

إن الناظر لطبيعة الأحداث المتلاحقة والواقعة على الأمة الإسلامية، والدارس لتاريخها، والمتابع لحاضرها، لا بد له أن يرى تطور أساليب وأدوات الصراع الذي يقوده الغرب وعملاؤه، إما للقضاء على مكون الأمة الأقوى، الإسلام بعقيدته وأفكاره ومثله، أو من خلال قتل المسلمين بالحروب والصراع على مقدراتهم المادية والجيوسياسية، ليتسنى للغرب السيطرة على الموارد لصالحه، ولكي يحول أيضا دون عودة المسلمين إلى نظامهم السياسي، الخلافة الإسلامية.
ولذلك كانت - سلسلة الشر- التي كلما انكسرت حلقة من حلقاتها على صخور الأمة قام الغرب بصناعة حلقة جديدة علها تكون الحلقة التي تحقق مصالحه في بلاد المسلمين.
* ولذلك كانت إحدى حلقات الشر متمثلة بهدم دولة الخلافة الإسلامية (العثمانية) في عام 1924م، فكانت ضربة موجعة ومؤلمة للمسلمين ولا زالوا يدفعون ثمن هدم دولتهم، فكانوا كالأيتام على مأبة اللئام.
* وكانت الحلقة الأخرى متمثلة بكيانات هزيلة ضعيفة تمثل مصالح الغرب في الحفاظ على حالة التمزق والتفتت التي وصلت إليها الأمة، وذلك من خلال صياغة وتقسيم أجزاء دولة الخلافة إلى مناطق نفوذ جديد لصالح المستعمر، عبر اتفاقية سايكسس بيكو.
* وكذلك كانت حلقة أخرى تمثل عملية التغريب الفكري والسياسي، والتي قادتها فئة رباها الغرب على عينه ويده، فكانت منضبعة بالثقافة الغربية، فعملت على تحديد علاقة الغرب بالمسلمين على أساس التابعية للغرب بكل ما يحمل من قيم ومثل، وجعلها قيما ومثلا للمسلمين لتحل مكان أفكارهم وعقيدتهم.
* وكذلك كانت الحلقة الأخرى والتي تمثلت بحركات إسلامية قامت لممارسة أعمالها على أساس فصل الدين عن الحياة، فكانت ضربة أخرى تلقتها الأمة من داخلها، مما قرب الغرب من أهدافه خطوة أخرى للسيطرة على المسلمين وبلادهم.
* وكانت حلقة الإعلام الأسود إحدى الوسائل التي استخدمها الغرب وعملاؤه، وما قامت به وسائل الإعلام العالمية والمحلية في غضون الأيام القليلة الماضية ليدلل على منهجيتهم في محاربتهم للإسلام والمسلمين، ولذلك رأينا التجييش الإعلامي باتجاه واحد، باتجاه جريمة نكراء لأحد أطراف المعادلة.
* وإن ما جرى في غضون الأيام القليلة الماضية يظهر أن السلسلة السوداء قد زدات حلقة جديدة، فكان من أهم مهامها تشويه الإسلام عبر تشويه فكرة الخلافة الإسلامية، الخلافة التي أصبحت اليوم المطلب الأول للأمة، وكان التفاف الأمة وتمسكها بدينها وعقيدتها بشكل أذهل المنافقين والمرجفين، الأمر الذي أسقط في أيديهم عندما ظهر لهم أن الأمة قد التفت حول عقيدتها ودينها، وبالمقابل قد رفضت من أساء لدينها بغلوه وشذوذه.
ولذلك فإن طرفي المعادلة في السلسلة السوداء، ومهما تعددت حلقاتها، ومهما تعددت أسماؤها، فإنها لا تعدوا عن كونها إحدى حلقات السلسلة المعادية لفكرة الخلافة الراشدة وتشويهها، ولذلك فإن الجرائم التي قام الغرب بإيقاعها في بلاد المسلمين، وجرائم تنظيم الدولة، والجرائم التي أوقعتها الأنظمة العربية على مواطنيها حلقة في سلسلة القضاء على الإسلام ومحاربته.

 

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير-ولاية الأردن

 

الأستاذ/ إبراهيم حجات

     
20 من ربيع الثاني 1436
الموافق  2015/02/09م
   
     
http://www.hizb-jordan.org/