بسم الله الرحمن الرحيم




خبر وتعليق

رؤساء وأعضاء وفود الاتحاد البرلماني العربي..

كونوا لسان صدق عن أمتكم

 


الخبر:

تنطلق في عمّان اليوم، أعمال الاجتماع الطارىء الـ 30 للاتحاد البرلماني العربي، بناءً على دعوة من رئيس الاتحاد البرلماني العربي، رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة، بغية التباحث ومناقشة سبل الرد على "صفقة القرن"، وتأكيد الموقف الشعبي الرافض لها والداعم للشعب الفلسطيني تحت عنوان: دعم ومساندة الأشقاء الفلسطينيين في قضيتهم العادلة.



التعليق:

بما أن المجتمعين اليوم يُفترض أنهم نواب يحملون همَّ الأمة  التي يدَّعون تمثيلها، فإننا في المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية الأردن نضع بين أيديكم نبض الأمة الإسلامية وتطلُّعاتها، حيث يُفترض بكم أن تكونوا لسان الأمة الصادق المعبِّر عن لسان حالها، فإننا نُحمِّلكم أمانة التعبير الصادق والحقيقي عما تريد منكم الأمة أن تصدحوا به لتُسمعوا العالم أجمع موقف أمتكم من صفقة القرن:



أولاً: فليعلم العالم أجمع أن قضية فلسطين بالنسبة لنا معاشر المسلمين قضيةٌ عقائديةٌ من دونها خَرطُ القَتَاد، ما ضرَّها تخاذل وعمالة حكام المسلمين، وإننا ندرك بأن ضياع فلسطين وزرع كيان يهود في جسم أمتنا، قضية كافر مستعمر ليكون رأس جسر لها في قلب بلاد المسلمين، أراد منها منع وحدتها وعودة نهضتها بفصل جناحي قوتها مصر وبلاد الشام. وإن الكيان الصهيوني، سرطان خبيث، أوجده التآمر البريطاني الأمريكي، ليكون أداة هدم وسيطرة بيد الدول الغربية، سواء أقيم على كل أرض فلسطين، أو أقيم على شبر واحد من أرض فلسطين، لأن السرطان حينما يوجد في الجسم، في أية منطقة منه، كبيرة أو صغيرة، فإنه يستمر في النمو والانتشار حتى يقضي على الجسم كله، ولذلك فإنه لا صلح مع الكيان الصهيوني على أساس صفقة القرن، ولا على أساس أن تعود إسرائيل إلى حدود ما قبل حرب سنة 67، ولا على أساس أن يعطى للفلسطينيين حق تقرير المصير، وحق إقامة دولة مستقلة على أرض الضفة الغربية وقطاع غزة، أو دولة مرتبطة مع الأردن، فكل ذلك لا فرق فيه لأنه يُبقي الكيان الصهيوني، ويُبقي السرطان حياً لينمو وينتشر، ويُبقي أداة الهدم والسيطرة قائمة وموجودة. لذلك لا بد من العلاج الناجع لاستئصال هذا السرطان وإرجاعه من حيث أتى.



ثانياً: أسمعوا العالم أجمع بأن قضية فلسطين هي قضيةٌ بين دول الغرب الكافر أجمع من جهة، وبين المسلمين جميعاً في العالم الإسلامي من جهة أخرى، فهي ليست قضية بين عرب فلسطين واليهود، ومن الإجرام أن تكون كذلك، ولا هي بين الدول العربية وإسرائيل، ولا يجوز أن تكون هكذا، وإنما هي قضيةٌ بين إندونيسيا وباكستان وتركيا ومصر والعراق وسائر دول العالم الإسلامي من جهة، وبين الأمريكان والإنجليز بالذات ومعهم ما يسمى بدولة "إسرائيل" من جهة أخرى. فهذا هو مستوى قضية فلسطين السياسي ولا يجوز أن يكون أقل من ذلك.



ثالثاً: أسمعوا العالم أجمع أن اعتراف ملوك الدول العربية ورؤسائها بقرارات هيئة الأمم المتحدة هو اعتراف باطل، لم نقره ولن نقره لأنهم غير مخوّلين من شعوبهم بقبول هذه القرارات والاعتراف بها، وقد وَصَمَتهم شعوبهم بالخيانة عند قبولها والاعتراف بها، لأن اعترافهم كان تنفيذاً لتآمر الدول الكبرى الذين كانوا عملاء لها، هذا فضلاً عن أنه لا يملك أحد حق التنازل عن أي شبر من أرض الإسلام، ولذلك فهو اعتراف باطل غير شرعي ولا قيمة له.



رابعاً: أسمعوا جيوش العالم الإسلامي صوت أمتهم الداعي لهم بنبذ الخوف الموهوم من قوة الكيان الصهيوني وأنها قوة لا تُغلب، والذي تعمل أجهزة الإعلام الصهيونية في العالم، وأجهزة الدول الغربية، وعملاء الدول الغربية في الدول العربية على تركيزه في النفوس، لإيصال الأمّة إلى حالةٍ من اليأس والقنوط، والقناعة بأنها غير قادرة على محاربة الكيان الصهيوني، حتى تستسلم، وتَقبل خانعةً ذليلةً الاعتراف بوجوده دولة وكياناً في منطقتنا، والتصالح معه...

أسمعوا جيوش أمتنا أن هذا الخوف وهمٌ وخيال، وقد أثبت الواقع أنه وهمٌ وخيال، فاليهود منذ خُلقوا هم قوم من أجبن شعوب الأرض، وهم ليسوا شعباً محارِباً وإنما هو شعب مال، وأن الخوف يأخذ عليهم كل مأخذ، ولا هاجس لهم إلاّ الأمن، وهم لن يحصلوا عليه، ولن يشعروا به مطلقاً، ولو ساندتهم جميع جيوش العالم، ولو ملكوا أسلحة الدنيا، لأنهم قوم قد فُطروا على الجُبن، وإن وجود كيان واحد مخلص في إمكانه أن يقضي على الكيان الصهيوني، عندما يُعدّ نفسه ويُصمم على إزالتها والقضاء عليها.



حضرات السادة النواب...

 

أسمعوا العالم بأن أمة الإسلام ترفض الشرعية الدولية وقرارتها، وأنها فقدت الأمل بحكامها لخيانتهم وعمالتهم، وترنوا بعيونها لجيوشها أن تنصر قضاياها، وأن جميع قضايا المنطقة هي قضايا فرعية عن القضية الأساسية التي هي عودة الإسلام إلى واقع الحياة، عن طريق إقامة الخلافة، لأن هذه القضايا الفرعية، ومن ضمنها قضية فلسطين، لا يمكن أن تُحل حلاً جذرياً وحلاً صحيحاً حقيقياً إلاّ بقيام الخلافة، فلتعملوا معنا بالجد والاجتهاد والصدق والإخلاص لتحقيق وعد الله سبحانه بالخلافة ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ...﴾، وتحقيق بشرى رسول الله ﷺ بعودة الخلافة الراشدة بعد الملك الجبري الذي نحن فيه كما روى أحمد في مسنده عن حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: (ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّة)


هذا نبض أمتكم فهل تعبرون عنه بحق وصدق؟!



المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية الأردن


     
14 من جمادى الثانية 1441
الموافق  2020/02/08م
   
     
http://www.hizb-jordan.org/