بسم الله الرحمن الرحيم




خبر وتعليق

يوم كان للمسلمين دولة كانت خيراتها تعم الدنيا

 


الخبر: قال تجار أوروبيون، الأربعاء 31/7/2019، إن الشركة العامة الأردنية للصوامع والتموين المملوكة للدولة يُعتقد أنها اشترت نحو 25 ألف طن من القمح في مناقصة عالمية طلبت نفس الكمية وأغلقت أمس الثلاثاء. ومن المعتقد أن السعر يقارب 234 دولارا للطن شاملا تكلفة الشحن. وطلبت المناقصة شحن القمح في النصف الأول من سبتمبر أيلول. وتطرح الشركة مناقصات منفصلة عن وزارة التجارة الأردنية، التي اشترت أيضا 60 ألف طن من القمح في مناقصة أمس الثلاثاء - رويترز


التعليق: إن الأردن بما يحوي من أراض زراعية كسهول حوران وهي جزء من بلاد الشام المباركة في أهلها و أرضها و خيراتها و ثرواتها و طقسها و مياهها تشتري قوتها الأساسي في مناقصة عالمية سواء من دول أوروبا المزروعة سهولها بالقمح أوغيرها من الدول بأغلى الأثمان والتي تدفع من أموال الناس المنهوبة و ثروات البلاد المباعة والمهدورة نتيجة تطبيق النظام الرأسمالي العفن على هذه البلاد مما أدى إلى تدني الإقتصاد وسوء الرعاية وتعطيل الزراعة بسن قوانين مجحفة في استخراج المياه الجوفية وارتفاع كلف الإنتاج على المزارعين جراء رفع الضرائب وأسعار المياه والطاقة وارهاق كاهل المزارعين بقروض ربوية محرمة، وكذلك مانتج عن تطبيق النظام الرأسمالي من فساد في الإدارة و خصخصة للمؤسسات و المشاريع و الثروات الطبيعية و الأماكن الإستراتيجية و رهنها للمستثمرين ألاجانب و حرمان أهل البلاد من الإستفادة من خيراتها.
فكيف ستلبس شعوب المسلمين مما تصنع و كيف ستأكل مما تزرع و قيود الغرب و عملائهم تكبلهم و تمنعهم من أبسط حقوقهم في إستغلال الأرض بإستخراج ثرواتها و الإستفادة من خيراتها و زراعتها؟


إن الأردن كسائر بلاد المسلمين هو من أغنى البلاد بالثروات الطبيعية من أراض زراعية خصبة و ثروة حيوانية و معادن و نفط و بوتاس و فوسفات و مواقع إستراتيجية و طاقة بشرية و غيرها الكثير الكثير، و هو ليس بحاجة للغرب الكافر لكي يشتري منه لقمة عيشه كي يربط مصير أهله المسلمين بجبروته و ظلمه و حقده على دين الله و شرعه ، بل إن عصب اقتصاد العالم و تجارته لهو في بلاد المسلمين و الغرب الكافر هو من يحتاج المسلمين وبلادهم و طاقاتهم البشرية وثرواتهم الطبيعية، و لكن هذا لايكون عندما تتعلق مصالح العباد و مصائرهم بأيدي طغمة حاكمة فاسدة عميلة للغرب تكن لهم كل العداء و لا تأبه لحاجاتهم و أوضاعهم و توالي أعدائهم من الحاقدين على الإسلام الطامعين في بلادنا و خيراتنا و المعادين لأمة الإسلام و شرع الله العظيم، فبهذا ستبدد الثروات و تعطل الطاقات و تباع البلاد و تسلم لأعداء الأمة لكي تكون ميدانا لهم و لعملائهم يتصرفون فيها كما يشائون يطغون على أهلها و يمصون دمائهم و خيراتهم و يتحكمون بمصائرهم و حياتهم .


أن الأردن جزء من بلاد الشام والتي كانت جزء لايتجزأ من دولة الخلافة تم فصله عن أصله لصالح أعداء نصبوا عليه حكامأ وأنظمة وظيفتهم رهن البلاد والعباد لسياساتهم الإستعمارية وتذليل كل السبل لتدخل المنظمات الدولية كصندوق النقد الدولي و البنك الدولي واليونسكو وغيرهم من الهيئات والمنظمات التي تتحكم في شؤون البلاد والعباد حتى وصل بهم الحال في تشريع القوانين والأنظمة التي تنظم حياة الناس في بلادنا لافساد دينهم وأخلاقهم وزرع مالديهم من قيم باطلة وعقائد فاسدة في بلادنا والله تعالى يقول في كتابه العزيز ( وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا) فكيف بمن فتح البلاد لهم ولفسادهم وجشعهم.


أيها المسلمون : إن بلاد المسلمين كانت مهد الخيرات تغيث الشعوب و تنصف المظلومين من كل أرجاء العالم تصنع و تزرع و تحصد و تنتج و تغيث و تسعف و تهدي و ترشد و تعلم، بأيدي أبنائها من أمة الإسلام على مدار قرون طويلة مضت و هذا كان عندما كانت وحدة واحد تستظل براية رسول الله صلى الله عليه و سلم و تساس بشرع الله العظيم و ليس للكافر عليها سلطان و لاسبيل، قرارها بيدها يتقدمها خليفتها، يذود عن حماها و حقها، و يدير أمورها و يرعاها و يعينه في ذلك وزراء و ولاة أقسموا اليمين على تطبيق شريعة الله و الإخلاص لدين الله و لأمة الإسلام يؤدون الحقوق لأصحابها و يوجهون طاقات الشباب للإنتاج و الزراعة و الصناعة و العلم و التفوق على كل أمم الأرض فعمت النعم و أخرجت الأرض خيراتها و أنزلت السماء غيث ربها.


و صارت الشعوب تستغيث بعدل دولة الإسلام المهيبة، ألا تذكرون هذه الجملة المأثورة عن الخليفة العباسي هارون الرشيد رحمه الله مخاطبا السحابة (أيتها السحابة أمطرى حيث شئت، فسوف يُحمل إلينا خراجك إن شاء الله) لأنه كان يعلم أن غالب المعمورة تحت سلطان المسلمين، فكانت دولة الخلافة على مر القرون منارة للعلم وملجأ لكل محتاج ومظلوم حتب بلغ الأمر بأن يستغيث الكفار بالمسلمين لإنقاذهم من تسلط أبناء دينهم وجلدتهم عليهم ألا تذكرون كيف إستغاثت فرنسا بالخليفة سليمان القانوني لكي يفك أسر ملكها من أيدي الإسبان ؟ و هذا ما كان... وألا تذكرون نجدة الدولة الاسلامية لإيرلندا؟ التي هلك مليون من سكانها بسبب ما يسمى بمجاعة البطاطا، فاخترقت بمناورة شجاعة الحصار البحري الذي فرضته بريطانيا على إيرلندا وهي في محنتها آنذاك وأسعفتها دولة الخلافة بثلاث سفن محملة بالمؤونات والطعام في جنح الظلام، وما تزال ايرلندا ممتنة لهذا العمل حتى يومنا هذا.


هكذا كنا و هكذا يجب أن نكون و هذا ما سيكون قريبا بإذن الله بعمل العاملين من المؤمنين لإعزاز هذا الدين ، حياة إسلامية في ظل خلافة على منهاج النبوة السيادة فيه لشرع الله و السلطان للأمة، خلافة تعمل على جمع الأمة لطاقاتها و تسخيرها لصالح هداية البشرية و إنقاذها من جور الأديان إلى عدل الإسلام و من ضيق الدنيا إلى عز الدنيا و الآخرة و ما ذلك على الله بعزيز.


( الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)


كتبه للمكتب الاعلامي لحزب التحرير / ولاية الاردن
الاستاذ حمزة بني عيسى


     
04 من ذي الحجة 1440
الموافق  2019/08/05م
   
     
http://www.hizb-jordan.org/