بسم الله الرحمن الرحيم




خبر وتعليق
في ظل الأنظمة القائمة سيزداد الفقر ...
ولن تحل مشكلته إلا دولة الخلافة

الخبر:
تقرير أممي: 1.2 مليون نسمة في الأردن يعانون من سوء التغذية

عمون- 17/7/2019 أكد تقرير حديث صدر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" والصندوق الدولي للتنمية الزراعية "إيفاد" ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسفط وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية أن نسبة إنتشار النقص التغذوي بين مجموع السكان في الأردن 12.2% خلال (2016-2018) أي حوالي 1.2 مليون نسمة. بتصرف



التعليق:
إن من يقرأ الخبر بتفصيلاته يجد أن المنظمة تعترف بأن الغذاء المنتج في العالم يكفي لجميع سكان العالم حيث ورد في الخبر : إن العالم ينتج ما يكفي من الأغذية لإطعام الجميع، إلا أن عدد الجياع حول العالم في تزايد مستمر، فواحد من كل تسعة أشخاص يعاني من الجوع. انتهى، لكن التقرير عزا انتشار الفقر في العالم لانتشار النزاعات والعنف والضائقة الإقتصادية، أي حصر الأسباب في هذه الأمور وهذا خطأ لجوانب عدة، وهو أن هذه الأمور - النزاعات والعنف والمشكلات الإقتصادية - ماهي إلا نتاج نفس سبب الجوع وسوء التغذية وجميع الازمات التي يعاني منها الانسان في العالم وهي النظام الرأسمالي الذي يسود العالم والذي لا ينتج إلا الشقاء والبؤس وضنك العيش.


فالنظام الاقتصادي الرأسمالي يرى أن زيادة الإنتاج هو الحل لمعالجة المشكلة الاقتصاديةوهم رغم ذلك يناقضون أنفسهم حيث ورد في الخبر ( إن العالم ينتج ما يكفي من الأغذية لإطعام الجميع، إلا أن عدد الجياع حول العالم في تزايد مستمر)، فالمشكلة إذاً هي في سوء التوزيع والنظرة الفردية التي يركز عليها النظام الرأسمالي الظالم، فلا يضيره عدد الجياع ولا توفير الحاجات الاساسية للإنسان بصفته إنساناً ولا يهمه الوضع الذي يجب ان يكون عليه المجتمع، لأنه نظام وضعي بشري عاجز، فنتج عن ذلك منظمات رديفة لسد الثغرات والمشاكل الناتجة عن تطبيق هذا المبدأ، من مثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" والصندوق الدولي للتنمية الزراعية "إيفاد" ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسفط وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية، التي لم تفلح في حلولها حيث تعالج النتائج السيئة وليس أساس المشكلة.


أيها المسلمون :
إن ازدياد نسبة الذين يعانون من الفقر في الأردن إنما هو نتاج طبيعي لتطبيق النظام الرأسمالي العفن على الأمة حيث بيعت ثروات الأمة وهي من ملكيات الامة العامة وتنصلت الدولة من رعاية شؤون أفرادها بزيادة كاهل الناس بفرض الضرائب ورفع كلف الإنتاج والتضييق على المزارعين بمصادر المياه وارتفاع كلف الإنتاج الزراعي، وزيادة فوائد القروض على المزاعين حيث رأيتم كيف أن المزارعين يعتصمون باستمرار خلال الأشهر الماضية للتقليل من كلف الإنتاج ليتمكنوا من منافسة مايستورد من الخارج وبالتالي الوفاء بما عليهم من ديون.

إن تطبيق النظام الإقتصادي مرتبط ارتباطا وثيقا بدولة تطبق الإسلام تطبيقا شاملا في جميع مناحي الحياة فالنظام الإقتصادي في الإسلام متكامل مع كافة أنظمة المجتمع الاجتماعية والاقتصادية والتصنيع الثقيل ونظام السياسة الداخلية و الخارجية علاوة على نظام الحكم.


أيها المسلمون:
أن ما ندعوكم إليه هي حلول عملية وليست نظرية، فعندما ندعوكم للعمل مع حزب التحرير لإستئناف الحياة الإسلامية من خلال إقامة دولة خلافة راشدة على منهاج النبوة تعمل على توزيع ثروات الأمة على رعاياها وتسعى للنمو الاقتصادي الحقيقي، إنما ندعوكم لمرضاة الله أولاً بالامتثال لأوامر الله ونواهيه ومن ثم ندعوكم للحلول العملية الوحيدة التي تستوي معها الحياة البشرية لأنها من لدن الطيف الخبير وهي التي توفر للناس حاجياتهم الأساسية فردا فردا والحاجات الكمالية ما أمكن، وقد طبقت هذه الاحكام عملياً فكانت أرقى دولة لما يزيد عن الالفية من السنين فكانت مضرب الامثال للدولة الراشدة في الحكم والعدل والرحمة.


كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية الأردن
الاستاذ محمد محمد أحمد



     
16 من ذي القعدة 1440
الموافق  2019/07/18م
   
     
http://www.hizb-jordan.org/